مصر تضع أمن إسرائيل فوق كل اعتبار
الزوبعة التي رافقت رحلة قافلة ''شريان الحياة'' منذ وصلت الأراضي المصرية تركت إحساسا، لدى الرأي العام والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني، بأن مصر تضع أمن إسرائيل فوق كل اعتبار. أو كيف تفسر حرصها على سد الطريق أمام ناس جاؤوا من 43 دولة وعبروا القارات ليوقفوا أمام بوابة مصر؟
ثم يأتي وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، بأسلوب هزلي وكأنه يخاطب الصبيان. فيتوعّد أولئك الذين كانت لهم تصريحات غير لائقة إزاء بلده مصر بعدم العبور إلى غزة، ثم يشدد الخناق، وبمعية الرئيس حسني مبارك، كما قال، يحصي فقط 84 شخصا من بين 1400 الذين جاؤوا من بعيد. وتصرّ مصر في فرض المسلك التي اختارته مسبقا مذكرة في كل مناسبة أن الكلمة الأخيرة ستكون لها مهما حدث. وحشرت الوفود في اتجاه العريش ليعودوا بعد دوران طويل إلى معبر رفح فتمررهم مصر بالتقطير. وتقمع المتظاهرين على أرضها وتضرب الوافدين من بلدان أخرى. وفي نفس الوقت تحدث عن حقوق الفلسطينيين.
لكن الواقع غير ذلك، كان الرئيس الفلسطيني أبو مازن أول من ندّد بـ''أصحاب الأنفاق'' واتهم حماس بالتهريب والمتاجرة. ثم ذهب إلى مصر وشرعت هذه الأخيرة بإقامة الجدار الفولاذي بتزكية أمريكية وإسرائيلية وفرنسية. وفندت مصر في بداية الأمر الأخبار لتؤكدها بعدما خرج الجدار من الأرض.
وعندما وصلت قافلة ''شريان الحياة'' إلى الأردن اتخذت مصر تدابير جنونية لكبح تدفق المساندة الغربية ـ خصوصا ـ في الذكرى الأولى للحرب على غزة، ذلك ما جعل الرأي العام الدولي يكتشف الوجه الحقيقي لمصر في عزل الفلسطينيين بعيدا عن حدودها حتى لا تتهمها إسرائيل، يوما، بتسهيل عبور الأسلحة إلى غزة.