استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مساء أمس المشاركين في قافلة "الأمل" التي عبَرت إلى قطاع غزة وذلك بحضور عدد من الوزراء.
وأشاد هنية بالوفد الضيف الذي يضمُّ برلمانيين أوروبيين وشخصيات مرموقة في عدد من الدول الأوروبية، معتبرًا أن هذه القافلة تؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا، وأن هذا الحصار سينكسر ويزول، وأن إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر.
وعبَّر عن ترحابه العميق بهذا الوفد ودلالاته المختلفة، مشيرًا إلى المتابعة الدقيقة لهذه القافلة منذ اللحظة الأولى لانطلاقها، كما عبَّر عن أمله أن يرى المشاركون في القافلة حجم الدمار الذي خلَّفه الاحتلال في عدوانه على القطاع، وكذلك نتائج الحصار الظالم على قطاع غزة، متوقعًا وصول المشاركين إلى قناعة بضرورة محاكمة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال لتجاوزهم كل الأعراف والقوانين.
من جانبه أشاد الوفد الضيف بحسن الاستقبال، مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني واحترامهم نتائج الانتخابات وما أفرزته، وعبَّروا عن استيائهم من وضْع بعض الدول الأوروبية حركةَ "حماس" على قائمة المنظمات الإرهابية، وأكدوا أنهم يناضلون ويعملون من أجل شطبها.
وأدان الوفد ممارسات الاحتلال وجرائمه ضد أهالي غزة، وخاصةً عدوانه الأخير وحصاره الجائر للقطاع، مؤكدين دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وانتخابه الحر.
من جانبها تعهّدت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" بتسيير المزيد من القوافل لنجدة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة للسنة الثالثة على التوالي، مشددة على أنها ستواصل تفعيل الحراك والعمل بجد إلى أن يتم رفع الحصار الظالم كليًّا عن القطاع.
الصورة غير متاحة
السلطات المصرية سمحت مؤخرًا بعبور قافلة الأمل
وقال الدكتور عرفات ماضي رئيس الحملة، في تصريح صحفي اليوم: "إن هذه القافلة جاءت لإيصال رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني بأننا لن نترك غزة وحدها"، وأضاف: "إن فرحة دخول غزة غير مكتملة؛ لأن السلطات المصرية لم تسمح لغالبية المتضامين من ذوي الجنسيات المختلفة، الذين تحمَّلوا مشاقَّ كبيرة على مدار ثلاثة أسابيع، بدخول القطاع".
ووصف الدكتور عرفات ماضي الذي زار غزة في سفينة "الأمل" في نوفمبر الماضي، أي قبل الحرب بشهر، الأوضاع في قطاع غزة قائلاً: "يوجد فرق كبير بين اليوم وقبل الحرب، والوضع خطير جدًّا إلى حدٍّ يصعب وصفه"، مشيراً إلى أن "الأمر الآن أشدُّ صعوبةً، ويحتاج إلى جهود أكبر لكسر الحصار".
وانتقد رئيس الحملة الأوروبية بشدة "صمت العالم بأسره" عن هذه المعاناة الإنسانية التي تهدد حياة مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة، معتبرًا الصامتين عن هذه الجريمة بأنهم "مشاركون فيها".
وكانت قافلة "الأمل" الأوروبية قد انطلقت من ميناء جنوة الإيطالي عقب انتهاء "مؤتمر فلسطينيِّي أوروبا السابع" الذي عُقد في إيطاليا مطلع مايو الجاري؛ تحمل معها أكثر من 40 شاحنة، أسهم في إعدادها العديد من المؤسسات والفعاليات والمتضامنين مع الفلسطينيين في أنحاء القارة الأوروبية.
وتضم القافلة 40 سيارة؛ منها 15 سيارة إسعاف و12 سيارة لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب إحضار 50 نسخة من برنامج "إبصار" لتمكين المكفوفين من التعامل مع الحاسوب، وعددٍ من الكراسي الكهربائية المتحرِّكة للمعوَّقين.
يُشار إلى أن "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"- التي تتخذ من بروكسيل مقرًّا لها- قد قامت في الأشهر الماضية بتنظيم المظاهرات والاعتصامات الشعبية أمام المقرات الحكومية في مختلف المدن الأوروبية، إضافةً إلى الحملات الإعلامية وحملات التوعية المنظمة في الجامعات، وعن طريق البريد الإلكتروني، وإرسال الرسائل التي تبيِّن حقائق الحصار للسياسيين وصنَّاع القرار والصحافة والمؤسسات الإعلامية المختلفة.