قال أن الجزائر خسرت كثيرا بتعديل الدستور في 2008
مناصرة: لا معنى للمنافسة مع وجود الرئيس المترشح
سفيان.ع
قال رئيس جبهة التغيير عبد الجيد مناصرة، أن هناك أمثلة على حسن مغادرة الحكام العرب قليلة جدا، نتذكر منهم سوار الذهب السوداني وزروال الجزائري، وقد أنجزت دراسة حول: (كيف يخرج الرؤساء الأفارقة من السلطة)؟ وشملت الدراسة المرحلة الممتدة من 1960 إلى 2004، فجاءت النتائج كالتالي: من 205 حالة 25 فقط من الرؤساء من لم يجددوا العهدة بعد نهايتها وذهب إلى التقاعد و16 رئيسا فقط من قبل بخسارة الانتخابات، وهذا يعني ــ برأيه ــ أن 80 في المئة من الرؤساء لا يغادرون السلطة إلا بالوفاة أو بالانقلاب أو بالاغتيال أو بالحرب.
لذلك ــ يقول مناصرة ــ لا معنى للديمقراطية بدون تداول على السلطة، ولا معنى للانتخابات بدون تغيير ولا معنى للمنافسة مع وجود الرئيس المرشح، لأنه لا يقبل أن يخسر ولا يرضى إلا بالفوز ومن الجولة الأولى وبفارق كبير وبنسبة أعلى من سابقتها. ولذلك حسب مضمون مساهمة مناصرة الأسبوعية، تلقت "الشروق" نسخة منها، وجب أن تتضمن الدساتير تحديد العهدات وأن لا يتجاوز الرئيس العهدتين، وأيضاً تحديد السن للمرشح وللمسؤوليات التنفيذية كأن لا يتجاوز 65 سنة مثلا ما دام أغلب السياسيين لا يحسنون الخروج، بل لا يقبلون بالمغادرة إلا في صندوق وليس عبر الصندوق.
ويرى مناصرة أن الجزائر خسرت كثيرا بتعديل الدستور في 2008، عندما فتحت العهدات وسمحت بالعهدة الثالثة التي تفتح الشهية للرابعة، وبالتالي فقد تم سد الأفق السياسي وأغلقت اللعبة وزيّفت العملية الديمقراطية وزوّرت الانتخابات، وأفرغت الحياة السياسية من المنافسة والجدية والتغيير.
وعندما يتم الإعلان عن الانتخابات الرئاسية، فالخوف ــ يضيف مناصرة ــ أن تتحول العملية إلى سباق مع أرانب ليس لتسخين السباق وتحطيم الأرقام القياسية، بل لإضفاء الشرعية على السباق الذي سبق للمنافس أن وصل إلى خط الوصول دون أن يجري، لأنه لا يجري أصلا ولا يحتاج أن يجري، وليس ملزما بأن يجري لأنه لا يوجد أصلا سباق.
ويستطرد مناصرة: "من هنا أودّ أن أدعو إلى منع الأرانب من افساد السياسة والكتابة بالبنط العريض على لافتة السباق "لا يدخله الأرانب والعجزة والأطفال"، واشتراط أن يكون المتسابق فارسا ويملك أخلاق الفرسان، وإلا فإنني أدعو إلى إخلاء المضمار من المتسابقين، وترك المنافسة بين الحاج موسى وموسى الحاج، واعتصام المواطنين في بيوتهم يوم الانتخاب ولا يخرجون إلا بعد انتهاء وقت التصويت، وعندئذ يكون الشعب قد انتخب بطريقة سلبية ضد العملية السياسية كلها، وبعدئذ انتظروا المفاجآت فإن الرئيس لن يجد شعبا يترأسه، وبالتالي لعلّه يعتزل في هذه الحالة ويقول بركات! بركات لجيل كامل لم يعد صالحا للحكم لأنه استنفد مدة الصلاحية، وسنقول لهم في هذه المرة شكرًا ولكم من الشعب كل التحية والتقدير.