عزالدين المدير العام
عدد الرسائل : 525 النقاط : 1006 التميز : 8 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: محفوظ نحناح .. نبراس وسطية الدعوة بالجزائر الأحد 24 مايو 2009 - 22:36 | |
| ونحن نقترب بذكرى وفاة رجلا أثرى ساحة الدعوة الإسلامية بفكره الإسلامي المعتدل، فهو أحد رموز الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي، فضلا عن نشاطه السياسي في الجزائر منذ شبابه حتى وفاته. إنه الشيخ محفوظ نحناح - الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم - فقد بدأ الشيخ نشاطه الدعوي عام 1962 بمساجد العاصمة والبليدة، وفي سنة1964 وضع الشيخ نحناح مع الشهيد بوسليماني اللبنة الأولى في الجزائر للجماعة، التي تنبع من الفكر الأصيل الذي يباركه ويزكيه خيرة علماء ورجال هذه الأمة، وهذا بمساهمة بعض أساتذة الأزهر الشريف وجامعة عين شمس وبغداد وفلسطين.
وكان من أهم الأطروحات والمبادئ التي دافع عنها نحناح: الشورى، والديمقراطية، والتطور، والتسامح، والتعايش، والاحترام المتبادل، واحترام حقوق الإنسان، ومشاركة المرأة في مجالات الحياة، واحترام حقوق الأقليات، وحوار الحضارات، وتوسيع قاعدة الحكم، والتداول السلمي على السلطة، واحترام الحريات الشخصية والأساسية، الوسطية والاعتدال، وتجسير العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
وكان من أقوى من أدانوا العنف والإرهاب وكل مظاهر الغلو في الدين منذ بداياتها، واعتبرها غريبة عن الإسلام والمسلمين، وكرّس مشواره الدعوي منذ أكثر من(4) عقود في الدفاع عن العقيدة الصحيحة، وقيم الوسطية والاعتدال، ورأى أنّ خطأ الحكومة الكبير لا يعالَج بخطأ حمل السلاح، وجز الرقاب، وثقافة التدمير والحقد، ودفعت حركته ضريبة غالية أهمها اغتيال أكثر من 500 من أنصارها، على رأسهم الشيخ محمد بوسليماني، كما أن له مواقف واضحة من الاشتراكية والعلمانية والجهوية والصهيونية وقضية فلسطين وأفغانستان.
وعمل نحناح على تأسيس رابطة الدعوة الإسلامية، رغبة منه في إيجاد مرجعية دينية للجزائريين تحفظ الشعب والبلد من كل انحراف. ثم أسس جمعية الإرشاد والإصلاح هو ورفيقه الشيخ محمد بوسليماني، الذي اغتالته الجماعة المسلحة سنة1994، ثم بعد ذلك أنشأ حزبا سياسيا عرف باسم "حركة المجتمع الإسلامي"، وانتخب أول رئيس له في30 مايو1991.
وتمكنت الحركة التي يرأسها نحناح من تحقيق مكاسب سياسية كبيرة؛ عبر الحقائب الوزارية في الحكومات السابقة حتى الآن.
من هو نحناح ؟
ولد الشيخ محفوظ بن محمد نحناح عام1942 بمدينة دينة البليدة تتميز عائلته بالمحافظة على اللغة العربية والتمسك بالإسلام، نشأ في أحضان القرآن الكريم وفي أحضان اللغة العربية على يد علماء أفاضل وأساتذة مبجلين. . شارك الشيخ محفوظ نحناح في ثورة التحرير وكان أحد فتيتها في البليدة إلى غاية 1962، وقد عاش فترة الثورة المسلحة بين المجاهدين، كما شارك في المظاهرات الشعبية الجماهيرية إلى جانب الشهيد محمد بو سليماني ومحمد بلمهدي، وينبغي أن نسجل أنّ الشيخ لم يتجه إلى المطالبة بالحقوق التي طالب بها الكثير بعد الاستقلال.
التحق بالجامعة في الموسم الجامعي 1966- 1967 بعدما تحصل على شهادة البكالوريا، وسجل بمعهد اللغة والآداب، وقد دفعه إلى هذا الاختيار عشقه للغة العربية التي لا تزال صورة من صور التحدي للاتجاه التغريبي الفرنكفوني، ثم تخرج عام1970 بدرجة ليسانس في اللغة العربية، ثم سجل بجامعة القاهرة قسم الدراسات العليا - تفسير، وساهم مع إخوانه بالجامعة المركزية بفتح مسجد الطلبة، وهو أول من أم صلاة الجمعة به وحضر الصلاة 12 شخصا منهم الشهيد أبو سليماني،عبد الوهاب بن حمودة ومالك بن نبي…
وشارك في مقدمة المسيرات التي تطالب بالمحافظة على الشخصية الإسلامية للأسرة ومواجهة كل دعوة غربية .
وحكم على نحناح عام 1975 بالسجن لمدة 15عاما بتهمة تدبير انقلاب ضد نظام الحكم آنذاك(هواري بومدين) حيث عارض فرض النظام الاشتراكي بالقوة على المجتمع الجزائري؛ باعتباره خيارا لا يتماشى ومقومات الشعب الجزائري العربي المسلم، ودعا إلى توسيع الحريات السياسية والاقتصادية.
وكان السجن فرصة ثمينة للاستزادة من العلم من جهة، والمراجعة للأطروحات الفكرية والسياسية من جهة ثانية، وقد تحول على يديه خلق كثير من السجناء عن الانحرافات السلوكية، وأصبحوا نماذج حسنة.
وجهت للشيخ عدة تهم نسبت مثلها للأنبياء والمصلحين فتنقل بين سجون عديدة، وقام بنشاط إسلامي لم تعرف السجون مثله في تلك الفترة، وخرج منها سنة1980ليواصل المسيرة.
وشارك نحناح في عدة مؤتمرات وملتقيات دولية في أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا تتعلق بقضايا الإسلام والغرب وحقوق الإنسان والديمقراطية. والتقى أثناء زيارته لهذه الدول بزعماء وكبار مسؤولي هذه الدول في كل من فرنسا، وإسبانيا، والسويد، والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وسوريا، والأردن، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وقطر، والكويت، والمغرب، وليبيا... وغيرها من الدول.
ولقد أُلفت عنه عدة كتابات تعبر عن أفكاره، منها: "رجل الحوا"ر، و"خطوة نحو الرئاسة"، بالإضافة إلى مساهماته الثقافية في مختلف المجلات والجرائد العربية والملتقيات الوطنية والدولية والحوارات الإسلامية المسيحية في إيطاليا والسويد.
وأصدر نحناح كتابه الأول تحت عنوان "الجزائر المنشودة.. المعادلة المفقودة: الإسلام.. الوطنية.. الديمقراطية".
ومن أهم انجازات الشيخ نحناح إنه صاغ بيان التجمع الإسلامي الكبير 1980. ونظم أول مهرجان إسلامي 1988. ونادى بإنشاء رابطة تجمع كل الدعاة من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية 1989. وأول من ترأس جمعية الإرشاد والإصلاح1990. وأول رئيس لحركة المجتمع الإسلامي1991 بالأغلبية ثم بالتزكية .
وأمضى وثيقة ترفض التنازل عن أي شبر من فلسطين مع العديد من العلماء . وشارك مع وفد العلماء الذي توجه إلى بغداد . وهو أول زعيم حركة إسلامية يتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية .
كان محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية. رجل الوسطية في الإسلام السياسي بالجزائر. لا يؤمن بالعنف ويميل إلى الوسطية والاعتدال وفاز نحناح بالمركز الثاني بانتخابات الجزائر الرئاسية عام 1995، وحصل على ما يزيد على3 ملايين صوت. مات في عام 2003.
الغنوشي ونحناح
وتحدث عنه صديقة الشيخ راشد الغنوشي - رئيس حركة النهضة بتونس وكان من أقرب المقربين للشيخ نحناح - وهو يرثيه في مقال بعنوان "محفوظ نحناح.. السباحة ضد التيار تصل بك للمنابع!" فقال : بوفاة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله فقدت الساحة الإسلامية عامة والمغاربية خاصة رجلا من خيرة رجالاتها، لم تكد الساحة الإسلامية في العالم ولا الساحة السياسية في الجزائر تعرف خلال السنوات العشر الماضية في الحد الأدنى مثل الأخ والصديق الفقيد محفوظ نحناح، شخصية اصطرع حول تقويم سياساتها ومواقفها كل المتابعين للشأن الجزائري، الذي هو بدوره ظل على نحو أو آخر في صدارة أحداث العشرية المنصرمة، غير أنه مهما اختلف المرء مع فقيدنا فيما اجتهد واتخذ من مواقف كثيرًا ما صادمت الرأي العام الإسلامي والسياسي، فلن يملك إلا أن يعترف لهذا الرجل بسابقته في خدمة دعوة الإسلام على كل الجبهات منذ كان طالبًا في الآداب، فأستاذًا جامعيًّا لمادة التفسير، ودأبه على نشر مبادئ وقيم التجديد الإسلامي في الجزائر، التي كانت يوم بدأ عمله قد استقلت حديثًا، وكان من شباب ثورتها الكبرى، وكانت الآمال وقتها معلقة على استقلالها أن يحقق لها نقلة عظيمة إلى حياة إسلامية واعية باعتبار ثوراتها المتلاحقة منذ الأمير عبد القادر الجزائري إلى ثورتها التحريرية الأخيرة، التي كان الإسلام مادة وقودها، ولا سيما بعد العمل التأسيسي لجمعية العلماء.
وأشار الغنوشي إلى أنّ صعود موجة العلمنة والاشتراكية والشيوعية في العالم خلال الستينيات والسبعينيات وما حظيت به ثورة الجزائر في مرحلتها الأخيرة من تأييد المعسكر الاشتراكي مقابل انحياز الحلف الأطلسي للمستعمر، مثّل الشيخ محفوظ جسرًا مهمًّا جدًّا لنقل الأفكار الإصلاحية المشرقية والمناهج التربوية، التي مثلها فكر (الإخوان المسلمين) عامة إلى الجزائر والمغرب العربي على نحو ما، سواء عبر التدريس وسط طلاب الجامعة، أم كان في عمق البلاد عبر شبكة المساجد، ولا سيما في منطقة الوسط التي ينتسب الشيخ إلى واحدة من أهم مناطق البليدة التي عرف أهلها بالنجاح في مجال الأعمال؛ فكان من أهم أركان بسط فكر الدعوة الإسلامية في هذا القطر الإسلامي المهم.
وأضاف الغنوشي : إذا كان الموت قدر كل كائن حي فإنما تقاس حياة الرجال بما قدموا لأمتهم وللإنسانية وبما قدموا لربهم، ورغم أني طالما اختلفت خلال العشرية المنصرمة مع الشيخ رحمه الله؛ فقد ظلَّ إعجابي كبيرًا بثباته على ما يعتقد أنه حق ومصلحة، وبشجاعته في الصدع برأيه مهما بلغ تباينه مع الجمهور، وقد خبرته عن قرب خلال إقامتي بالجزائر مدة سنتين، ولمست عن قرب مدى امتدادات وتشعب علاقاته التي لم يضن بها عنا. ولكن ومهما اختلف عنك ومهما اربدَّت الأجواء من حوله؛ فقد كانت الابتسامة العريضة لا تكاد تغادر محياه الجميل، ودعابته الحاضرة، واستحضاره الدائم للعواقب وموازين القوة، ومعية الرحمن الرحيم، تمامًا بنفس الحرص على أناقة المظهر من مثل تهذيب ذقنه، وإحكام رباط عنقه، وبذلته الحديثة العهد بالمكواة | |
|
رونق الدعوة عضو جديد
عدد الرسائل : 21 العمر : 36 النقاط : 38 التميز : 4 تاريخ التسجيل : 19/05/2009
| |