لا أزكيهم على الله ولهم المحبة والود والترحاب هم الرفاق فى الدنيا ورفاق عقلى وروحي وقلبي ، أحبهم كما أحبوني ، دعوني الى النور من الظلام وجدت نفسي عندهم وعقلى عندهم وقلبي مشغول بحبهم ومن دون تعصب من آذآهم فقد آذاني ومن آذاني شكوته لحبيبي ومليكي وربي ، اجتهدوا وجاهدوا و وماتوا تحت طلقات الرصاص وتحت حبال المشانق ولم يتركوا الدعوة فى الشدة وهنا يتركها بعضنا فى الرخاء ، أحبوا الله فأحبهم وأعطاهم الشهادة فجمعهم مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا .
من خذل الدعوة فقد خذل نفسه فهي للحق عزوجل ولا تزيدونه شيئا ولا تنقصونه شيئا خلقكم من تراب وستعودون الى التراب ، ومن أساء للدعوة دعونا الله أن يحاسبه حسابا يسيرا ويرد الى اهله مسرورا ان كان مسلما ولسنا معصمون من الخطأ، وان كان كافرا دعونا الله أن يهديه ويصبح مسلما وان شاء عذبه فى الدنيا ولاخرة .
كنت أجلس معهم فأذا بوجوههم كانها تشع نورا فترى الضياء فيها وهو من علامات المؤمن ، رأيت الضياء فى وجوههم ورأيت وجهي مسودا يعلوه الحزن والندم على ما فرطت ، كنت أبحث عن جماعة فوجدت خير جماعة وكنت أبحث عن أخوة فوجدت خير أخوة وكنت أبحث عن مرشد فوجدت خير مرشد بعد خير مرشد ، وجدت المصطفى فيهم فى أخلاقهم وصفاتهم وعباداتهم وحديثهم وحسن معاملتهم .
قالوا عنهم فاسدين فوجدتهم صالحين وقالوا مفسدين فوجدتهم مصلحين وقالوا مقصرين فوجدتهم للكمال أقرب ويقولون عنهم يكفرون فوجدتهم ينصحون وقالوا عنهم فى الضلال يسعون فوجدتهم فى الظلال يجتهدون وقالوا تركوا سنة المصطفى فأقول لهم كفوا عن ذلك ووفروا هذا الجهد الذي تبذلون لنشر الاسلام وتعاليمه ولنعيد الخلافة الاسلامية فهي تخص المسلمين جميعا وليس الاخوان وحدهم وأعلموا أن لكل شيء اذا ما تم نقصان .
حملوا الراية فحملتها معهم فدعوتنا السلفية هى من أجل الاسلام وطريقتنا السنية من اجل الاسلام وحقيقتنا الصوفية من أجل الاسلام وهيئتنا السياسية هى من اجل الاسلام وجماعتنا الرياضية هى من أجل الاسلام ورابطتنا العلمية والثقافية هى من أجل الاسلام وشركتنا الاقتصادية هى من أجل الاسلام وفكرتنا الاجتماعية هى من أجل الاسلام أما الاسلام من أجلنا ومن أجل المسلمين ومن أجل البشر جميعا .
سيروا وجاهدوا واجتهدوا أيها الاخوان فاذا أخطأ الفرد قومته الجماعة واذا أخطأت الجماعة قومها الفرد وكلما فشلتم أبدؤا من جديد ولا تحزنوا ولا يحزنكم قولهم .
يا حامل الراية :
أيا البنا السلام أيها الشيخ الامام
ذكرى موتك فى القلب كشر السهام
ترجل عن حصانك وأبلغ السلام
أبوبكر وعمر وعلى وعثمان وقبلهم خير الأنام
وأخبرهم كما أخبرتهم من قبل بأن الصرح قام
نحن نحمل الراية فلا تجزع ودع العين تنام
من قبلك مرشدنا الرسول ومن بعدك هو نفسه وقد خلص الكلام