يا دعوة الإخوان مهما العدل في الوطن اغترب
لا تحزني..
ما الليل طال وما أرى الفجر انسحب
لا تحزني..
أنتِ الصبورة منذ ما ولد الغضب
إن حاولوا أن يفهموا لم يقهر الجسد التعب
إن حاولوا حمل الحقيقة لاختفى مرض الكذب
إن حاولوا التغيير ما بالظن قد نسجوا العتب
إن حاولوا الإصلاح ما وجدوا زمانًا للَّعب
إن حاولوا فعل الذي قالوه لانتصر العرب
لكنهم.. ما حاولوا غير التجني والصخب!!
لم يعشقوا إلا التشكُّك والكلام المقتضب!!
وعقولهم شتَّى وتسعى بالجدال إلى الهرب
يتكلمون وما بنَت كلماتُهم إلا الخُطب
متخوفون.. ويزرعون الخوف في شعب نهب
فالأكثرية عن قصور الظلم دومًا لا تغِب
أما خطا الباقين يصدق عقلها فيما ذهب
لكن أين همو؟! ووجه الظلم ما فيهم رغب
يا دعوتي قولي لهم: لا وقت عندك للعجب
أنتِ التي تبني بلا أجر وغيرك يكتسب
أنتِ التي طلبت كفوفك للفساد فلم تجب
أنتِ الضمير الحيّ.. لو موت الضمائر قد نصب
أنتِ التي بالشكِّ عُذِّب جسم حلمك باللهب
فلْتسأليهم من سواكِ رأى العذابَ بلا سبب؟!
مَن كان غيرك شيِّعت شهداؤه ثمَّ احتسب؟!
مَن كان غيرك سفِّهت أحلامه ثم احتسب؟!
مَن كان غيرك قتِّلت أفكاره ثمَّ احتسب؟!
يا دعوتي قولي لهم- والفعل عندك يرتقب-:
لو ألف عام قد تمر فإن صبرك ما ذهب
لا العنف نهجك واعتدالك منهج لن ينقلب
ويداكِ تسعَى للجميع وبعض حقدهم ارتكب
قولي لهم- إن يلحق الخطأ اعتذارك لو وجب-:
أين اعتذاركمو على حكمٍ به الشعب انتحب؟!
أين اعتذاركمو على منع الآباء المنتخب؟!
قولي لهم: لا فتنةً من غير نار أو حطب
وبأن دينكِ ما أذَى أرضًا بها أهل الكتب
فالفتنة الكبرى سيُشعلها الفساد وينسحب
ومع الشريعة اطلبي حرِّيَّةً لن تكتسب
والدين روح للسياسة كي تمارَس في أدب
لا غدرَ.. لا تنكيلَ.. لا استبدادَ.. لا حكم اغتصب
ماذا جنينا من سياسةِ غابةٍ إلا الكذب؟!
إن السياسة دون أخلاقٍ تُميت فينا ما وهب
يا دعوتي يا دعوة الأحرار في زمن العجب..
إياكِ أن تستسلمي.. أن تخضعي ليد الغضب
والله خير مؤيد.. والعدل دومًا لم يغِب