القاهرة- مصطفى سليمان
قال مراقبون لشؤون جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن الأزمة الداخلية فيها تنذر بـ"انشقاقات ناعمة" جديدة عقب انشقاق النائب الأول السابق للمرشد العام للجماعة محمد حبيب، والذي واصل هجومه عليها وسعيه لتدويل الأزمة، بالتزامن مع خروج المرشد محمد مهدي عاكف عن صمته منذ اندلاع الأزمة، مؤكدا نزاهة الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد.
ورأى ثروت الخرباوي، المراقب لشؤون الجماعة، في حديث لـ"العربية.نت"، أن الانشقاقات بين قيادات مجلس الشورى العام للجماعة "باتت تهدد الاخوان المسلمون وأن محمد حبيب ومجموعة أخرى من الاصلاحيين بدأت تقود انشقاقا ناعما داخل الحركة، خاصة مع إعلان حبيب أنه ما زال عضوا في مجلس الشورى المصري للجماعة، وتأسيسه مركزا بحثيا عن الجماعة من ماله الخاص".
وطالب المرشد في بيان نشره الموقع الرسمي للجماعة، الثلاثاء 5-1-2010، "بحمد الله على ما خصهم من أخلاق عظيمة ميَّزت تعاملهم مع الأحداث الأخيرة ومع قضية الانتخابات".
وقال عاكف "إن دعوة الإخوان في حاجة لكل الجهود والآراء والنصائح، وانها لن تألو جهدًا في تطوير لوائحها، وتجديد نظمها وهياكلها بما يعينها على تحقيق أهدافها، مشددًا على أن التطوير والتجديد في اللوائح مستمر، حتى يبلغ أفضل ما يحب الإخوان لدعوتهم وما يرجون لجماعتهم.
وأكد "أن قلبه مطمئن على مستقبل الجماعة بما رأى من جموع الإخوان كبارًا وصغارًا من صدق مع الله ومع النفس، ومن أخوة رائعة، ومن استمرار ودأب في العمل الجاد والمثمر لخدمة دينهم وأمتهم ووطنهم".
يأتي هذا البيان فيما يواصل حبيب، والذي استقال من منصبه اعتراضا على شطب اسمه من قائمة الترشيح لمنصب المرشد، هجومه على الجماعة من منزله بمحافظة أسيوط جنوب القاهرة.
وذكرت مصادر قريبة من التنطيم أن حبيب يسعى حاليا الى تدويل الأزمة والاتصال باخوان الخارج في مصر خاصة أن الاستقالة قدمها حبيب الى مكتب الارشاد الدولي أولا قبل مكتب ارشاد مصر.
من جهته، قال المحامي المتخصص فى شأن الاخوان المسلمين ثروت الخرباوي، لـ"العربية.نت" إن حبيب "أصبح مهيئا للقيام بدور الانشقاق الناعم وهو ما يعني العمل الاسلامي تحت راية أكثر اتساعا من راية الاخوان المسلمون يمكن أن نطلق عليها راية (الحركة الاسلامية) عموما".
وأضاف "أظن أن هناك قيادات سابقة في التنظيم تعمل على ذلك، مثل ابراهيم الزعفراني وخالد داوود وابراهيم البيومي غانم، وعبدالستار المليجي ومختار نوح. أما بالنسبة للقيادي في الجماعة عبدالمنعم أبو الفتوح، الذي خرج من عضوية مكتب الارشاد الأخيرة، فلا يدخل ضمن هذه المجموعة لأن له موائماته التي تدعوه دائما أن يكون داخل منظومة الجماعة".
وتوقع الخرباوي أن تشهد الأيام القادمة "انشقاقات متعددة من أفراد كثيرين في قواعد الجماعة"، مؤكدا أنه يعرف "شخصيا العشرات من هذه القواعد العاملة في التنظيم خرجوا من الجماعة خلال الأيام الماضية وهم من مؤيدي حبيب، وهم ينتظرون التجمع تحت راية واحدة، وأظن أنهم مستعدون للعمل تحت راية حبيب أو الزعفراني". وأضاف "أن هذه الانشقاقات قد تطول أعضاء مجلس الشورى العام".
وتدعم هذه المعلومات ما صرح به حبيب نفسه، في حوار له بصحيفة "المصري اليوم" الثلاثاء 5-1-2010، ردا على سؤال عن دوره بعد الاستقالة من الجماعة قائلا "أنا لا أزال عضوا بمجلس الشورى العام المصري للجماعة، ولن أتأخر في تقديم النصح وسيكون لي دور على المستوى الفكري والتربوي والاستراتيجي والسياسي العام".
وأكد "أن التفرغ من الأعباء الادارية سيعطيني فرصة للتواصل مع شرائح كثيرة من المجتمع".
وأعلن حبيب عن تأسيسه مركزا للدراسات والبحوث الاستراتيجية يعين الجماعة في جميع المجالات في التخطيط والدعوة والتربية والتنمية والنهضة".
وقال حبيب إنه ليس نادما ابدا على تقديمه الاستقالة، مشيرا إلى وجود خلافات قديمة في الجماعة كان يتم تفاديها عبر آلية معينة مؤكدا أنه سيكشف عن المزيد في المستقبل.
وعن الخطأ والصواب فى إجراءات تسمية المرشد بصورة أدت إلى الاستقالة، قال حبيب :على سبيل المثال لا الحصر، يجب أن توجه الدعوة إلى مجلس شورى الجماعة لتسمية المرشد بمدة كافية وتكون قبلها بشهر على الأقل، وتتاح فرصة لإخوان القطاعات فى المحافظات للاجتماع والتشاور لأن الأمر «جد خطير»، لذلك فالوقت مطلوب أن يكون متسعاً بقدر الإمكان حتى يتمكن كل إخوانى من تكوين رأيه، لكن ما وجدناه فجأة هو أن المطلوب من مجلس شورى الجماعة يوم ١٧/١٢ أن يختار كل واحد ٥ أسماء كمرشحين لموقع المرشد، وكان الأمر يسير بعجلة لا مبرر لها فى ذلك الوقت، إضافة إلى أن الإجراءات نفسها التى بدأ العمل بها أرى أنها باطلة، مما يؤدى فى النهاية إلى عدم إيجاد جو يؤدى إلى إنجاز وإتقان ليكون المرشد الثامن منصباً بشكل لائحي.
وأضاف "يجب أن يعرف الجميع أننى قدمت استقالتى فى نهاية شهر أكتوبر ولن تقبل، ثانياً إننى أجاهد من أجل المبادئ الأصيلة التى تربينا عليها وعشنا فيها أحلى سنوات العمر بعيداً عن النظر لمناصب الإخوان التى هى فى الحقيقة أعباء ومغارم وليست مغانم. والأكثر من ذلك أنا كان ترتيبى الثانى فى استطلاع الرأى، حيث سبقنى الدكتور محمد بديع وجاء من بعدى الدكتور محمود عزت ثم الأستاذ جمعة أمين والمركز الخامس كان من نصيب الدكتور رشاد البيومى".
--------------------------------------------------------------------------------