دفن اتفاق أوسلو
قالوا السلام ولا زالوا يرددون السلام، أي سلام؟؟ ننتنياهو نفسه قال عن اتفاق أوسلو ؟أنه مات، وهم الآن يسعون إلى دفنه ولكن جماعة منا لا يريدون أن يدفنوا هذا الميت بعد أن تعفنت جثته وأنتنت رائحته وظهرت في الأفق لا يريدون أن يستريحوا من هذا الميت ويدفنوه. لا زالوا يتحدثون عن هذا السلام وإحياء السلام، أي سلام ؟ وهل كان قد بدأ السلام من أول الأمر؟؟ إنه لم يبدأ السلام الصحيح، السلام العادل الشامل لم يبدأ، السلام الحقيقي لم يبدأ، منذ اتفاقية أوسلو، وهذا ما أعلناه من فوق هذا المنبر ولا زلنا نعلنه كيف يتم سلام وقضية القدس معلقة؟؟ وقضية الملايين من المشردين من أبناء الفلسطينيين معلقة وقضية الحدود (ما هي حدود إسرائيل) معلقة، وقضية المستوطنين معلقة، المستوطنون الذين يدخلون البلد لليلة أو ليلتان فيبقون فيها، كما فعلوا في الخليل وكما يريدون أن يفعلوا الآن برأس العمود ، وهكذا، قضية القدس لا زالت معلقة إلى اليوم، اليهود يريدون أن يغيروا المدينة تغييراً كلياً، تغييراً جذرياً جوهرياً ثم يأتون في النهاية ويقولون أن هذا البلد ليس فيه عرب وليس فيه مسلمون ولا يوجد بها إلا أفراد معدودون، بعد أن يفعلوا ما يستطيعون لتفريغها من أهلها لا يسمحون لأحد بالتوسع، لبناء دار بينما يسمحون لليهود في كل مكان، وأصبحت القدس محاطة بالقرى اليهودية ولا زالوا لليوم. نحن للأسف نواجه هذا ونحن صامتون صمت القبور وإذا تكلمنا تكلمنا بصوت خفيض، وإذا عملنا شيئاً أو عمل أحد أبناءنا شيئاً للرد على هذا المنكر، قام منا من يدينهم ومن ينكر عليهم، ماذا يفعل المظلوم؟؟ المظلوم من حقه أن يصرخ، من الناس من يقولون للمضروب لا تصرخ قبل أن يقولوا للضارب لا تضرب. هذا ما رأيناه عند أمريكا وغيرها من القوى العظمى يريدون للعرب أن يستسلموا ولا يقولون لإسرائيل كفي عن عدوانك، الحفريات تحت المسجد الأقصى مستمرة ونحن الآن في ذكرى مرور عام على فتح النفق تحت المسجد الأقصى، الذي قاومه الفلسطينيون واستشهد فيه نحو ثمانية وثمانين من أبناء فلسطين، ولا زالت الحفريات مستمرة وقد سمعت بأذني من أحد الأخوة، الشيخ رائد صلاح وهو رئيس بلدية أم الفحم في فلسطين المحتلة ورئيس الحركة الإسلامية هناك، سمعته يقول أنه أتيحت له فرصة أن يرى الحفريات بنفسه بحكم وجوده في إسرائيل ورئاسته لإحدى البلديات رأى وقال إن هذه الحفريات توشك أن تؤذن بانهيار المسجد خلال سنوات. وهذا ما قلته وأعلنته مراراً، قلت أن إسرائيل تعرف متى سينهار المسجد الأقصى، متى سيقع بناء المسجد الأقصى تعرف هذا ولكنها موقتة الوقت المعلوم الذي تعلن فيه هذه الحقيقة وتسحب بعض الأشياء أو بعض الأعمدة فينهار هذا المسجد ستختار الوقت المناسب عندما لا يستطيع العرب أو المسلمون أن يفعلوا شيئاً إلا الصراخ. أين المسلمون؟؟ إن حريق المسجد الأقصى سنة 1969م جعل المسلمين يتنادون بقمة إسلامية من أحل المسجد الأقصى، كان ذلك في أيام الملك فيصل رحمه الله، واجتمع الملوك والرؤساء والأمراء من كل بلاد الإسلام وأدى ذلك إلى إقامة منظمة المؤتمر الإسلامي. الآن الأمر أخطر من حريق المسجد الأقصى، المسجد الأقصى وقبة الصخرة والقدس كلها ستذهب، أين العرب وأين المسلمون؟ لا زالوا يلهثون ويلهثون ويلهثون وراء هذا السراب الذي سمي بالسلام، كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً يلهثون وراء هذا السراب. إسرائيل لا تعترف به ولا تهتم به ولكن نحن الذين نتشبث به نتشبث بهذه الحبال الواهية ونركض وراءها هنا وهناك من أجل الإبقاء على شيء لا قيمة له، إسرائيل لا تهتم باتفاق، نتنياهو يقول نبدأ اتفاقية جديدة، كأن الاتفاقية القديمة لم تكن مع دولة إسرائيل. وهذا ما ذكره الله تعالى عن هؤلاء (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ) نزلت هذه الآيات في يهود الأمس أيام النبي ( صلى الله عليه وسلم) وهم اليوم نسخة من آباءهم إنهم على ستنهم وعلى آثارهم يهرعون.