د. محمد السيد حبيب يكتب: رسالتي إلى الإخوان
[
حسن الخلق
الإخوة الأحباب:
أحييكم بتحية الإسلام.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد؛
فأوصيكم ونفسي بحسن الخلق، فقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم.. وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" فنحن لن نسع الناس بجهودنا ولا بعلمنا، ولكننا نسعهم بحسن الخلق.. وأن تكون- يا أخي- ذا مروءة وشهامة، ألوفًا، سمحًا، هاشًّا، باشًّا، هيِّنًا، ليِّنًا، رفيقًا، عطوفًا، متواضعًا، زاهدًا، رحيمًا، رءوفًا، عفًّا، كريمًا، صادقًا، صريحًا، شفافًا، حليمًا.. فذاك هو المطلوب، إذ ما نصنع بإنسان فظ أو غليظ، أو خشن، أو متعال، أو متغطرس، أو ملتوٍ، أو كذاب، أو محتال، ولو كان أعلم الناس، أو أغنى الناس، أو أقوى الناس.. وما الذى يمكن أن يبشر به؟
إن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن لم تسعفه نفسه بقسط من حسن الخلق، فلا حاجة لنا به، ومن هنا كان من أهم ما يجب أن نصطفيه لجماعتنا من كان أصلاً ذا خلق حسن.. وتأتي التربية بعد ذلك لكي تعلو بها سجاياه وتسمو بها صفاته.. أما إذا كان غير ذلك فلن يكون للتربية نفع أو قيمة كبيرة.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "الناس معادن، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا"
لقد استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه الذي أسلم في العام الحادي والعشرين من البعثة.. يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ما مثل خالد يجهل الإسلام، وإن لخالد لعقلاً.. وكان خالد في الطريق إليه.
يقول الحبيب المصطفى "إن أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا في الدنيا"
إنه الخلق يا أحباب.. ولأمرٍ ما قال الإمام البنا: كم منا وليس فينا، وكم فينا وليس منا.. فهل قصد بذلك حسن الخلق؟
الإخوة الأحباب:
إن الرحمة مطلوبة.. وهي السبيل السهل إلى غزو القلوب.. والراحمون يرحمهم الرحمن.. فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..
وإن الرفق مطلوب.. إذ ما دَخَل الرفق في شيء إلا زانه.. وما دخل العنف في شيء إلا شانه.. وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف..
وإن العدل وإحقاق الحق مطلوب.. إذ جاء في الأثر: "لعن الله قومًا ضاع الحق بينهم".. ويقول النبى صلى الله عليه وسلم "إنما أهلك الأمم من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد"
أيها الإخوان:
أحذر نفسي وإياكم أن نقع في محاباة أو مجاملة لأحد .. أو ازدواجية في المعايير، أو فقدان في الموازين في التعامل مع قضية ما، فتلك مصيبة مهلكة.. وأقول: إن مواجهة الظلم والظالمين لا ينفع معها سوى صف يقيم العدل ويحق الحق... يرحم في غير ضعف ويحسم في غير تجبر.. وأنتم إن شاء الله هذا الصف..
والله من وراء القصد
----------
** النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين