30/06/2009 عادل إبراهيم / الحياة العربية
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
image
كذبت مصادر مطلعة في حركة الدعوة والتغيير ما تناقلته وسائل إعلامية حول دعوة " بوجرة سلطاني " قيادة الحركة إلى مناظرة علنية
حول الأسباب الحقيقية للعمل التغيير الذي قامت به واعتبرت أن فتح ملفات الماضي ليس محمودا وأن ما طوي من الأحسن ألا يفتح ثانية (لأن العود لن يكون أحمدا إذا فتحت الملفات السيئة والنقاش والجدال حول قضايا يحسن كما عبر محدثنا أن تدخل في دائرة الماضي بقضها وقضيضها.
كما كذبت ذات المصادر أيضا أن يكون أبوجرة قد قدم لرئيس حركة الدعوة والتغيير أية دعوة للحوار على الإطلاق واعتبرت التصريحات الأخيرة التي تنالها الإعلام كاذبة وتحمل نوعا من التحايل على النفس وعلى المجتمع لأن كل مافي الأمر هو أن أبوجرة طلب زيارة الشيخ مصطفى بلمهدي الذي لم تسمح ظروفه خلال الأسبوع المنصرم لكثرة ارتباطاته فإعتذر عن الزيارة التي لم تكن تحمل أي مدلول تنظيمي أو حواري على الإطلاق .
وأكدت مصادر " الحياة العربية " أن مثل هذه الممارسات هي ممارسات تحايلية كلاسيكية لا ترتقي إلى مسترى ينتظره المواطن من الأحزاب والحركات التي تحترم نفسها وتعرف أوليات العمل الذي تحتاجه البلاد والعباد.
وتأتي هذه التكذيبات لترسخ معاني عدم الجدية في ملفات التوافق بين مكونات الميراث البشرى الذي تركه "محفوظ نحناح " إذ أن مبادرات الإصلاح لم تأتي بنتيجة إلى غاية حدوث المفاصلة التنظيميت بين طرفي اطلاف لتبدأ مرة أخرى ملسلة عن الإحتكاكات التي تعبر عن الحنين إلى الماضي أحيان وعن الخوف من المستقبل إحيانا أخرى، وهو ما يجعل الحديث عن التنازلات والنقاط الـ 13 ومحاولات التقارب والحديث عن الوحده من جديد كله حديث خارج الزمن .
بين الماضي والمستقبل . الخوف والرجاء
أي عاقل يتأمل الرصيد الكبير الذي فرط فيه رئيس حركة "حمس" يعرف كم هو ضغم و حجم الخسارة التي لحقته عندما ضيع الآف الإطارات من الطراز العالي، ويعرف أيضا حجم سرء التصرف الذي تصرفه كرئيس حزب كبير كان المغروض فيه أن يحافظ على عظمة ووحدة حزبه إلى آخر خيط من التنازلات من جهة والى آخر خط من خطوط التماس مع أي خصم أو جهة بل حتى إن إقتضى الأمر تفضيل مصلحة الحزب ووحدته وقوته على أي مصلحة أخرى حتى ولو كانت التمسك بالرئاسة .
ولذلك يبدو لدى رئيس "حمس " نوع من الحنين إلى ذلك الماضي الذي كان يتربع فيه على عرش حزب يقود مجموعة من أهم إطارات العمل السياسي خلال العقود الأخيرة من عمر الجزائر ويرى أطباق ذلك الماضي تزين ناظريه عندما تحركها أسباب تدخل بعض الأطراف للإصلاح أو ضغط من قواعد "حمس" التي لاتزال ترفض حالة الإنهيار التي تحدث داخل الحزب وتتألم وهي تتابع النزوح السياسي الحاصل من هياكلها الولائية نحوى هياكل الحركة الجديدة التي أمسسها إتباع "نحناح" تحت قيادة رفيقه "مصطفى بلمهيدي".
وعندما يبدأ ذلك الحنين بتحرك معه الرجاء في إمكانية لسلامة الحزب يشكل من إثنين أما بإستعادة بعض الذين يحرصون على الوحدة من الواقفين في الوسط عندما يظهر هو بمظهر الحريص على الوحدة وإظهار الطرف الآخر بأنه لا يحرص على الوحدة .
أو يشكل آخر وهو المحافظة على البقية الباقية من الحزب في ظل حالة التسرب السياسي من "حمس" والذي إذا إستمر لدة أشهر آخرى سيجعل هذا الحزب رأسا بلا جسم أو هيكلا عظميا لا تحتاجه السلطة ولا يقنع الساحة السياسية بإمكانية القيام بأي دور سياسي جاد ونافع .
ومن هنا يحرص قياده "حمس" على خطاب الوحدة رجاء حماية البقية في الحزب من هزات الإنقسام خصوصا بعد أن تجاوز الإنقسام الحالة الداخلية إلى مستوى قطع الصلة مع "حمس" من طرف الإخوان المسلمين الذين يمثلون سندا معنويا وقوة روحية في حالة دعمهم لأي إتجاه أو قيادة خصوصا وأن العديد من الملامح تشير إلى أن الإخوان لا يزالون في إتجاه تزكية الطرف الذي يقوده بلمهدي وتلتف حوله قيادات كبيرة ومعروفة في مسيرة حركة نحناح وهو المعنى الذي تلتفته القاعدة التي أطرها نحناح خلال العقود الأخيرة من خلال فكر ومنهج البنا.
موسم نحناح يفضح خلفيات الصراع
شهدت بداية شهر جوان منافسة حادة بين طرفي نزاع حركة الراحل نحناح حول كسب الشرعية النحناحية من خلال تبني النشاطات العبرة عن الإلتزام بمرجعية نحناح و الإحتفال له من خلال تبني إحياء ذكراه .
وقد كان الملتقى الدولي الذي ينظم سنويا هو أهم مجال لإثبات هذه القضية ، ولذلك سارعت حركة الدعوة والتغيير بالسبق في تنظيم هذا الملتقى ودعوة العديد من الشخصيات الدولية ومن أطياف مختلفة إشتملت على أميين سابقين للمؤتر القومي إضافة إلى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمد نزال وعضو المكتب التنفيذي لحزب الله اللبناني وعضو الكتب السياسي لجبهة العمل الإسلامي اللبنانية إضافة إلى الأستاذ حمدي مرسى من مصر ورئيس مركز الدراسات الإفريقية من تشاد وغيرهم .
وهذا يعني أن حركة الدعوة والتغيير قد حققت السبق من جهة وحققت النوعية في التمثيل من جهة كما حافظت على نسق الملتقى الفكري من خلال مناقشة موضوع الفكر الراشد في الدعوة والتغيير كما كان لضيوفها حضور إعلامي كبير على غرارمحمد. نزال ومعن بشور وحسن عز الدين إلى جانب تنشيطهم لفعاليات متعددة في عدة ولايات. وهو ما أخفق فيه بوجرة كثيرا عندما أقام الملتقى الدولي بحضور قليل للرمزية الدعوية التي لم تمثل فيها حماس فلسطين إلا بنائب مسؤول مكتب اليمن وهو تمثيل بعيد جدا عن مستوى المكتب السياسي لحماس .
كما أن الشيراطون الذي إحتضن إفتتاح وأشغال اليوم الأول للملتقى لم يكن حسب كثير من المراقبين في مستوى الإفتتاح لا من حيث عدد الحضور ولا التمثيل الدولي الذي عوضه حضور شخصيات وطنية مثل وزير الشؤون الدينية وهو ماجعل بوجرة يحاول تعويض ذلك من خلال التجمع الشعبي في ملعب 20 أوت غير أن الحضور الشعبي الذي كانت التعبئة كبيرة له لم يصل إلى حوالي 4000 أو أقل حسب الحضور والتقارير الإعلامية المختلفة .
بالرغم أن تصريحات قيادة حمس بالغت في الحضور ووصفته بأكثر من 23أف إمعانا في تثبيت الشرعية العربية وللرد كما عبر عن ذلك مقري على جملة الإستقالات المتكررة من حمس بإتجاه الدعوة والتغيير ويبقى أن أهم الحضور في هذا التجمع وهو كمال الهلباوي وجه رسائل غامضة إلى قيادة حمس بدعوة ثلاثة قيادات منها أمام الحضور إلى المزيد من الإخلاص والفهم وهي إشارة واضحة إلى ما يشبه التخطيئ والإتهام .
عائلة الشيخ نحناح تزكي الدعوة والتغيير
بالرغم من تصريحات مختلف الأطراف أن عائلة الشيخ لاتمثل ثقلا مرجعيا على مستوى الفكر والإيديولوجيا إلا أنها تمثل بدون شك دعما معنويا وزيادة في الطمأنة لدى الطرف الذي تتخندق معه وهذا ماشكل إضافة لجماعة بلمهدي من خلال البيان الذي تلقته وسائل الإعلام البارحة والصادر عن عائلة نحناح التي تدعم الدعوة والتغيير وتعلن بصراحة مواقفها بإتجاه الأحداث التي جلبها موسم الإحتفال السادس بذكرى نحناح ولاشك أن حضور أفراد من العائلة في الإحتفالات ليس وليد اليوم بل كان منذ الأيام الأولى لتولي بوجرة مقاليد حمس حاول دائما إستمالة أبناء الشيخ نحاح نحوه ولكن خسر هذه المعركة أيضا خلال الأيام الأخيرة مايعني أن عملية إستجلاء الدعم بالعائلة ليس أمرا فيه معروف بل هو أحد غايات الحشد من أجل حسم التمثيل الحقيقي للشيخ نحناح بإعتباره المرجع الذي من خلاله تحسم القواعد النضالية مع من تكون وإلا فإن الوضع القانوني والسياسي فيه كثير من السعة لولا إدراك الجميع أن شعار" تصايحت وعرفت أماتها´´ الذي أطلقه نحناح عام 1995 يمكن أن يؤثر اليوم ولكن داخل قواعد حمس وليس خارجها .
ومن جهة أخرى يبقى تحدي وحدة أتباع نحناح يفرض نفسه على الجميع لأن بوجرة قال في أول خطاب له عام 2003 بأنه ملتزم بتسليم الحركة موحدة لخليفته ولكن الحركة إنقسمت والخليفة لم يأت لأن بوجرة خلف نفسه في موقع الرئاسة ولعب الدهر لعبته على الجميع ولايصلح العطار ماأفسد الدهر بالرغم من أن العمليات التجميلية اليوم يمكن أن محقق بعض ما عجز عنه العطارون في السابق .