في يوم الخميس 27 جمادى الآخرة 1431هـ، الموافق 10
يونيو (جوان) 2010م وعلى الساعة 14:30 زوالا انطلقت بفندق الرياض بالجزائر،
فعاليات الجلسة الافتتاحية لملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي تحت عنوان:
"منهج الشيخ محفوظ نحناح في الدعوة والتغيير". وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد
الوطني ووسط حضور جمع غفير من إطارات حركة الدعوة والتغيير من كافة ربوع
الوطن وأساتذة ضيوف من خارج الوطن، ومن داخله: رؤساء أحزاب ومنظمات
وجمعيات، استهل الأستاذ
أحمد
الدان مسؤول قسم الإعلام والسياسة في الحركة افتتاحية
الملتقى بكلمة أبرز فيها أن هذه الفعالية المباركة تتضمن قطبي المقاومة
الباسلة في فلسطين ولبنان، وازدان هذا النشاط بحضور ممثل الأسرى
الفلسطينيين الأستاذ
صالح
العروري، وكذا رمز الثورة التحريرية المباركة المناضل
الكبير
عبد الحميد مهري.
ليتفضل
أول المتدخلين الأستاذ
طاهر
زيشي رئيس هيئة أهل السبق والتأسيس والذي ردد مقولة الشيخ
الشهيرة
"الجزائر في العيون
نفنى ولا تهون"، منبها بأن المؤسسين في الحركة يمثلون
القواعد والأسس التي توضع فوقها البناءات الشامخة.
لتليه على المنصة
الأمينة العامة للقسم الوطني الأخوات والأسرة الدكتورة
حميدة غربي والتي ذكرت بأن هذا
الملتقى يأتي ضمن حراك دولي وشعبي تجاه القضية الفلسطينية، متمنية أن يكون
هذا الحراك واعيا وثابتا ومدروسا.
ممثل المرشد العام للإخوان المسلمين المهندس
إبراهيم أبو عوف عضو مجلس الشعب
المصري، قدم تحيات فضيلة المرشد للمشاركين في الملتقى، مبرزا أنه يتشرف بأن
يكون في هذا الملتقى الذي يحيي ذكرى المجاهد الفذ، ذكرى يعتز بها كل أحرار
العالم، يضيف الأستاذ، موجها كلامه للرمز المؤسس رحمه الله:
"نم قرير العين فأبناؤك على الأثر سائرون
وبالمنهج متمسكون".
رمز الثورة التحريرية المباركة الأستاذ
عبد الحميد مهري اعتبر في مداخلته أن الخطأ الأكبر الذي ارتكب في الجزائر وقع بعد الاستقلال
مباشرة، متمثلا في العدول عن استراتيجية الجمع إلى استراتيجية الانتقاء
المؤدية إلى عقلية الإقصاء. مؤكدا في الأخير أن الأمل كل الأمل في أبناء
الحركة في خوض غمار معركة التغيير الحقيقي في الجزائر.
ممثل حزب السعادة
التركي مبعوث الزعيم التركي
نجم
الدين أربكان الأستاذ
عبد الوهاب أكنجي، قدم التحيات الحارة
للقائد التاريخي متمنيا النجاح والتوفيق لأعمال الملتقى، كما لم يفوت
الفرصة ليعرج على شهداء قافلة الحرية الأتراك، مؤكدا تمازج الدم التركي
والفلسطيني على مشارف أرض الرباط.
رئيس حركة الإصلاح الوطني
جمال بن عبد السلام أكد أمام الحضور أن على أبناء الحركة الإسلامية في الجزائر مسؤوليات كبيرة
وثقيلة متمثلة في رسم صور الوفاء لخط الشيخ نحناح رحمه الله تعالى.
ممثل
الأمين العام لحزب الله
الشيخ حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية بالحزب، لخص كلمته في أن الشيخ محفوظ نحناح يمثل
رجلا في أمة وأمة في رجل. مبرزا بأن فلسطين تمثل روحة ووجدانه، مما يعبر أن
الجزائريين أقرب إلى القدس من غيرهم.
ممثل جماعة العدل والإحسان
المغربية الأستاذ
محمد
حمداوي لخص مداخلته في سبع نقاط متمثلة في نهج وخصال الشيخ
رحمه الله القائمة على الحوار والتصالح والتشارك والتسامح والدعوة...
الأمين
العام لحركة النهضة الأستاذ
فاتح ربيعي اعتبر أن حركته وحركة الدعوة والتغيير شيء
واحد طالما أن المنهل والمصدر واحد.
المفكر القومي العربي ورئيس المركز
العربي الدولي للتضامن والتواصل الأستاذ
معن بشور وفي كلمة رصينة أمام الحضور أكد
أن الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله يمثل رجل المعادلات الصعبة، معادلات لطالما
أخفق فيها الكثير ووُفق فيها الراحل رحمه الله.
ممثل جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين الدكتور
عبد
الرزاق قسوم في مداخلته اعتبر أن أعظم المشاهد كان يصنعها
الشيخ حيا، وها هو اليوم يصنعها ميتا، واعتبر أن أعظم شيء يقدم لروحه يكون
في إنزال مقومات شخصيته إلى الميدان.
رمز المقاومة الفلسطينية
المباركة، الأستاذ
محمد نزال في كلمة مؤثرة أمام الحضور، عرج على تحديات ورهانات القضية الفلسطينية
وإلى تداعيات أسطول الحرية التي فضحت بشاعة الكيان الصهيوني الغاصب.
الدكتور
فاتح الراوي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين السورية، وفي مداخلة حماسية، أكد أن
فلسطين هي التي تحرر العرب بعد أن تعلمنا أن العرب هم الذين سيحررون القدس.
ممثل
الأسرى البواسل الأستاذ صالح العروري، رسم صورا من النضال والكفاح والصبر
والمشاق التي يتكبدها الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الغاشم، مؤكدا عزم
الأسرى على الثبات على النهج ما كانوا أحياء.
ليختتم الملتقى بكلمة
تأطيرية توجيهية لفضيلة الشيخ
مصطفى
بلمهدي رئيس حركة الدعوة والتغيير.
مقتطفات من كلمة
رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي
احتفاء نخلد به ذكرى وفاة هذا الرجل
الرمز ومسيرة حياته الجادة وأعماله الجليلة فهو من العظماء الذين تبعث فينا
أفكارهم وأعمالهم وإنتاجهم الحياة من جديد.
نعقد هذا الملتقى اليوم في
ظروف حساسة تمر بها الأمة الإسلامية جمعاء، وتمر بها أقطارنا المكونة لهذه
الأمة كل على حدة بين الخانعين للذلة والمسكنة والمتأهبين نحو العزة
والكرامة، بين تيار يكبح الأمة ويشدها إلى الأرض وتيار يريد الانطلاق بها
نحو العلى في مقام (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
إن الشيخ محفوظ
نحناح رحمه الله لم يكن شخصا بقدر ما كان فكرة، وقد جاءت فكرته رسالة وحركة
حملها أبناء الجزائر المخلصين الذي حرصوا باستمرار على أن يظل الشعار
الباديسي ذلكم الثلاثي الأضلع الذي لا يقبل التفكك لأنه في مستقر وجدان
الأمة: الإسلام ديننا - العربية لغتنا - الجزائر وطننا.
ها هو اليوم
ملتقانا يحتضن بقوة أطياف المقاومة الباسلة والشريفة التي رفعت رأس الأمة
واستعادت كرامتها وعزتها، فنزداد فخرا بأن نكون جزء من أجزاء الأمة التي
تقاوم وتنصر المقاومة.
لقد كان الشيخ محفوظ نحناح يطمح إلى نظام عربي
جديد يستوعب تناقضات الأمة ويجيب عن تساؤلاتها ويتكفل بتحقيق انشغالات
أجيالها القادمة ويخرج من سجن الخلافات التقليدية التي بددت طموح أمثالكم.