لا زلنا نلهث وراء السلام

العجب أيها الأخوة أننا بعد هذه الجولات وراء الجولات لا زلنا نركض وراء السلام ونلهث وراء السلام ونرحب بالسلام ومسيرة السلام ونتباكى على السلام، وأين السلام هذا؟ كيف يتم السلام بين ظالم ومظلوم؟ كيف يتم السلام بين ذابح ومذبوح؟ كيف يتم السلام بين قاتل ومقتول؟ لا سلام، أي سلام هذا، وأعجب من هذا ممن يقول أنه الخيار الاستراتيجي الوحيد، كأننا نقول لأعدائنا اضربونا ونحن مسالمون، اقتلونا ونحن مسالمون، اهدموا بيوتنا ونحن مسالمون، شردوا أبنائنا ونحن مسالمون .. أهذا منطق؟ لماذا لا نفتح كل الخيارات، لماذا لا نقاتل من ناحية ويفاوض من يفاوض من ناحية أخرى؟ نفاوض ونحن أقوياء، ونحن نقف على أرض صلبة، على أننا جربنا أسلوب المفاوضات، من مدريد وأوسلو وواشنطن وواي ريفر وشرم الشيخ وهذه الأشياء كلها فلم نجدها أغنت فتيلا ولا أجدت شيئاً ولا حققت أملا، ولا قربتنا شبراً واحداً مما نريد.ما تريده إسرائيل المغتصبة العدوانية الظالمة هو الذي ينفذ، إنها تريد سلاماً على هواها، كما تمليه هي؟ هل هذا منطق؟ ليس هذا منطقاً بحال من الأحوال، إننا نجب أن نوقف هذه المهزلة ونعتمد بعد الله تعالى على أنفسنا وتتضام السلطة والمعارضة والفصائل كلها وتقف الأمة العربية والإسلامية وراء إخوتنا في فلسطين حتى نحقق ما نأمله من خير لهذه الأمة ونبطل أكذوبة هذا السفاح الجزار شارون، الذي حدد مائة يوم لكي يقضي على الانتفاضة ولن يقضى على الانتفاضة إن شاء الله، لن تجهض هذه الانتفاضة، ستستمر الانتفاضة وتتطور وتتوسع وتقوى ويصلب عودها بإذن الله.