السياسة ثابتة والوجوه تتغير
حينما نجح بوش الصغير، طلبت مني صحيفة الاتحاد في الإمارات أن أوجه رسالة إلى بوش، بعد نجاحه، فقد وجه إليه عدد من كبار العلماء والمفكرين رسائل، قلت للأخ الذي طلب مني هذا، أنا لا يعنيني أن أوجه رسالة إلى بوش ولا غير بوش، قال إن المسلمين والعرب وقفوا معه حتى نجح، ونحن ننتظر منه.. قلت أنا لا أعلق على هذا، أنا لا يهمني نجح الجمهوريون أم الديمقراطيون في أمريكا، ولا يهمني نجح العمل أو الليكود في إسرائيل، أنا عندي الجميع نسخة واحدة، السياسة ثابتة والوجوه تتغير، فلا تشغلني بهذا الأمر وقد صدق ظني، ها نحن نسمع تصريحات بوش الصغير، تصريحاته العجيبة وتعليقاته الغريبة فلا نملك إلا أن نترحم على سلفه كلينتون، وكذلك نسمع تعليقات وتصريحات وزير خارجيته الجديد باول الذي كان الكثيرون يظن أن مشاركته لنا في اللوم تجعله مشاركاً لنا في الهم، فإذا هذا الرجل يجعلنا نتأسف على نظيرته العجوز المتصابية أولبرايت، نترحم على عهد أولبرايت بعد أن رأينا ما رأينا من هذا الـ (باول). إنها سياسة واحدة أيها الأخوة، لا ينبغي أن نعول بعد الله تعالى إلا على أيدينا وسواعدنا، لابد أن ندافع عن حقنا بأيدينا، لا ننتظر من أحد أن يثأر لنا أو يأخذ لنا حقنا، هيهات هيهات، لابد لهذه الأمة أن تبذل جهدها، لابد أن تبذل النفس والنفيس والغالي والرخيص، لقد قال شوقي رحمه الله
وللحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة يدق
إلى أعلى
هذه أمريكا وهذه سياستها
الحرية لا تنال إلا بالدماء والقوة لا يقابلها إلا القوة، إن الصهيونية تستخدم أعنف القوة، وأقسى القوة وأشد القوة، في محاربة أبناء فلسطين، الصدور العارية تقابل الدبابات، الحصى يقابل الرشاشات، اللحم والسكين، هذه هي الانتفاضة، لقد أثبتت الانتفاضة رجولتها وأثبتت أحقيتها في البقاء وينبغي أن نكون وراءها، لا نعتمد على الراعي للسلام الذي تخلى عن السلام ويؤيد إسرائيل، حتى إن الرئيس عرفات قال كلمة عندما قتل خمسة من رجال أمنه، قتلتهم القوة الباغية الطاغية إسرائيل، إسرائيل تستخدم ما تستخدمه الدول من دبابات ومروحيات وتستخدم الاغتيال، تستخدم أسلوب العصابات، لم تنس أنها كانت عصابات، هي تستخدم أسلوب الاغتيال كما تستخدمه العصابات وتستخدم أسلوب الدول، صرخ ياسر عرفات من هذا الأمر وقال إن إسرائيل ستحاسب على هذه الجريمة، فماذا كان من باول الذي يشاركنا في اللوم؟ قال، إن هذه كلمات ليست مناسبة وليست في مكانها ولا في موضعها وخصوصاً في وقت تحتفل فيه إسرائيل بذكرى تأسيسها، هذا الرجل لم يقل للظالم والضارب والقاتل كف يديك، ولكنه قال للمضروب والمظلوم لا تصرخ حتى لا تزعج ضاربك، لا تصرخ، ليس من حقك أن تصرخ، هذه أمريكا وهذه سياسة أمريكا.
إلى أعلى
ليس لنا بعد الله إلا أسلوب المقاومة
يا أيها الأخوة، ليس لنا بعد الله إلا أسلوب واحد، الأسلوب الذي اختارته المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي ومن سار في ركبهم من فصائل فتح والمعارضة، أسلوب المقاومة، أسلوب الجهاد، إعلان الجهاد في سبيل الله، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، لابد لنا أن نجاهد ولا نستبعد شيئاً أبداً، ليست إسرائيل بالإله وليس إسرائيل بالقوة التي لا تقهر وبالشوكة التي لا تكسر، لا والله، لو صممنا وعزمنا وخططنا وترابطنا، تجمعنا نستطيع أن نفعل الكثير، وقد جربنا ذلك، في العاشر من رمضان 1393هـ ونصرنا الله عليهم، ونستطيع أن ننتصر مرة ومرات، نستطيع أن ننتصر على هؤلاء إذا كنا كتلة واحدة، إذا تناسينا ما بيننا من خلافات جزئية ومن معارك جانبية، آن لهذه الأمة أن تنسى هذا، اليهود بينهم تناقضات هائلة ولكنهم تجاهلوها وتناسوها، هناك يهود الشرق ويهود الغرب ويهود العرب ويهود العجم ويهود أوروبا ويهود غير أوروبا ويهود الفلاشا وهناك العلمانيون وهناك اللادينيون وهناك الدينيون، والله تعالى يقول (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) لماذا؟ تغلبوا على تناقضاتهم ولم نتغلب نحن على تناقضاتنا، إن أمة يبلغ العرب فيها نحو ثلاثمائة مليون، وورائهم نحو ألف مليون من المسلمين، أمة بهذه الكثافة تستطيع أن تفعل الكثير والكثير ولكن نحتاج إلى القيادة، إلى من يقود هذه الأمة إلى من يفجر الطاقات، إلى من يقول يا كتائب الله سيري ويا ريح الجنة هبي. هذه الأمة تحتاج إلى من يقودها، تحتاج إلى الجهاد في سبيل الله، إلى المقاومة المستميتة والمستمرة، مهما تكن التضحيات فالتضحيات تهون في سبيل الحصول على الحق وفي سبيل العودة إلى الوطن وفي سبيل تحقيق الذات وتحقيق الحرية، التضحيات تهون، فإذا كان اليهود وهم أحرص الناس على حياة يجودون بأنفسهم وهم أبخل الناس بالمال يجودون بأموالهم، فما بالنا نحن المسلمين نحن العرب لا نجود بأنفسنا ولا نجود بأموالنا ولا نقف بجوار إخواننا، إن الجهاد في سبيل الله يفرض على الأمة كل الأمة أن يشد بعضها أزر بعض، وأن تقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص).