ا أيها الأخوة نحن في هذه السنة نذكر ذكريات عدة كلها ذكريات مريرة، نذكر مرور مئة سنة على المؤتمر الصهيوني الأول، قرن كامل مر على هذا المؤتمر الذي عقد في مثل هذه الأيام سنة 1897م، وأعلن فيه هيرتز أنه قامت الدولة اليهودية، ستقوم بعد نصف قرن وقامت بالفعل، ونذكر أيضاً مرور ثمانين عاماً على وعد بلفور الذي صدر في الثاني من نوفمبر عام 1917م أيام الحرب العالمية الأولى، وبلفور هو وزير خارجية بريطانية وقد وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وعلق على ذلك من علق أن من لا يملك وعد من لا يستحق، وبريطانيا تعطي أرضاً غير أرضها لمن لا يستحقها وعلق على ذلك مفتي فلسطين الأكبر المجاهد الكبير الحاج أمين الحسيني – رحمه الله- على هذا الوعد بكلمته الشهيرة إن فلسطين ليست وطناً بغير شعب حتى تستقبل شعباً بغير وطن. مر على هذا الوعد ثمانون عاماً ومر نصف قرن على قرار تقسيم فلسطين عام 1947م، وهو القرار الذي رفضه العرب، رفضوه وهم الآن يتمنون لو يتحقق هذا التقسيم، تقسيم ما أعطاها للعرب وما أعطاها لليهود ما أعطاها للعرب أكثر بكثير جداً مما لهم اليوم حتى مع الضفة الغربية ومع غزة ومع غيره، كان لهم الكثير والكثير جداً ولكن العرب رفضوه وكان من حقهم أن يرفضوه، كيف تقسم وطني بيني وبين إنسان دخيل عليّ، جاء من أرض غريبة، هل يستطيع الإنسان أن يقسم وطنه؟ هل يستطيع الإنسان أن يقسم زوجته بينه وبين غاصب آخر؟ لك أيام ولي أيام؟ هناك أشياء لا تقبل القسمة. مر خمسون عاماً على قرار تقسيم فلسطين الذي كان تمهيداً لقيام دولة إسرائيل بعد ذلك بسنة سنة 1948م . وتمر بنا ذكرى 30 عاماً على حرب الأيام الستة، الهزيمة الكبرى، هزيمة 1967م التي سموها النكسة، ولا أدري لماذا سموها النكسة؟ هي نكبة كبرى أصابت الأمة بعد نكبة سنة 19948م لذلك أسميتها في كتاب لي النكبة الثانية، النكبة الأولى سنة 1948حينما أخرج الفلسطينيون من ديارهم وقامت دولة إسرائيل، والثانية هي هذه، نكبة 1967م .
وتمر بنا ذكرى أخرى وهي مرور 20 عاماً على زيارة الرئيس السادات إسرائيل سنة 1977م وكانت هذه بداية الخلل في وحدة الموقف العربي، كان العرب يقفون صفاً واحداً حتى بدأت هذه الزيارة، والآن بعض الناس يقولون ليتنا قبلنا بما سعى إليه السادات، كأننا ننزل من سيئ إلى أسوء ومن الأسوأ إلى الأشد سوءاًت هكذا ننحدر دائماً. هذه ذكريات مريرة تمر على أمتنا، ما الحل وماالعلاج؟؟