يا أيها الأخوة المسلمون إن القدس تضيع منا فأين موقفنا؟؟ القدس؟ اليهود يدعون أن لهم حقاً في القدس حق ديني وتاريخي ومن يقرأ التوراة وملحقات التوراة لا يجد فيها أي تقديس للقدس واهتمام بها، على خلاف الأمر عندنا نحن المسلمين، القدس والمسجد الأقصى له في شريعتنا وعقيدتنا وعباداتنا وأفكارنا مكان كبير، القدس هي القبلة الأولى، صلى المسلمون بعد فرض الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بثلاث سنوات، صلوا ثلاث سنوات وقبلتهم بيت المقدس، وبعد الهجرة ظلوا ستة عشرة شهراً يصلون إلى بيت المقدس حتى حول الله القبلة للبيت الحرام وأحدث اليهود ضجة على هذا التحويل وقال من قال إن صلاة المسلمين السابقة ضاعت لأنها لم تكن إلى قبلة صحيحة وقال الله تعالى (وما كان الله ليضيّع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم)، وفي المدينة المنورة معلم أثري بارز، مسجد القبلتين، المسلمون صلوا فيه إلى قبلة ولما بلغهم الخبر أن القبلة غيرت تحولوا في نفس الصلاة إلى القبلة الجديدة.
المسجد موجود وهو معلم بارز يزار ويصلى فيه إلى اليوم. القدس هي القبلة الأولى والقدس هي أرض الإسراء والمعراج هذا ما ذكره القرآن الكريم في سورة سميت الإسراء وبدأت بهذه الآية( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) لم يوصف مسجد في مكة إلا بالمسجد الحرام ولكن المسجد الأقصى ذكره الله بالبركة، الذي باركنا حوله وإذا كان ما حوله مباركاً فأولى أن يكون هو مباركاً. كان الإسراء إلى هذه الأرض كما كان المعراج منها، هذا يدل على أن الرحلة إلى هذه الأرض مقصودة كان يمكن أن يتم المعراج من مكة من المسجد الحرام إلى السموات العلى ولكن الله أراد لرسوله أن يمر على القدس ويصلي إماماً بالأنبياء ويؤذن بالتغيير الجديد في القيادة الدينية للعالم. إن القيادة انتقلت من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل إلى أمة جديدة عالمية، هي خير أمة أخرجت للناس ليست أمة عنصرية. كان هذا إيذاناً بهذا التغيير وأراد الله بهذه الرحلة الربط بين المسجدين المعظمين المسجد الحرام مبتدأ الإسراء والمسجد الأقصى منتهى الإسراء ليظل في وجدان الإنسان المسلم الارتباط بين المسجدين المعظمين، فالتفريط في أحدهما يؤذن بالتفريط في الآخر، القدس أرض الإسراء والمعراج ومن الذكريات حائط البراق ومسجد الصخرة هذه كلها ذكريات الإسراء والمعراج.