إسلاميون كويتيون: تصحيح المسار يتطلب انتفاضة
رجب الدمنهوري / 25-05-2009
النتائج الأخيرة جاءت مخيبة لآمال الإسلاميين
النتائج الأخيرة جاءت مخيبة لآمال الإسلاميين
أخيرا انقشع غبار المعركة.. وهدأت عاصفة انتخابات أمة 2009 البرلمانية في الكويت، بيد أن الجدل حول مخرجاتها ما زال محتدما، لما أسفرت عنه من مفاجآت غير متوقعة، أبرزها هزيمة الإسلاميين السنة، وتراجع تمثيلهم في البرلمان في مقابل تقدم شيعي وليبرالي.
المشهد السياسي الكويتي بدا في أعقاب هذا الحدث الديمقراطي في حالة انقسام حاد في المواقف والمشاعر وردود الفعل، فالفائزون من الليبراليين والشيعة وأنصارهم أقاموا الأفراح والليالي الملاح احتفاء بما أسموه الانتصار التاريخي للتوجهات الوطنية وإرادة التغيير.
على الجانب الآخر وقف الإسلاميون يتأملون في مصابهم الجلل وخطبهم العظيم ويقلبون صفحات مواقفهم، ويتساءلون عن انصراف الناخبين عنهم، ولا شك أن فوز المرأة بأربعة مقاعد في البرلمان قد أضفى طابعا وجهه البعض في اتجاه تضخيم خسارة مرشحي التيار الإسلامي، وهو تفكير -كما يقول المراقبون- تقوده الميول أكثر من العقول، لكن على أي حال فالنتائج الأخيرة جاءت مخيبة لآمال الإسلاميين، ومحفزة لغيرهم، فكيف ينظر الإسلاميون لهذا المشهد؟ وكيف يتعاطون مع تداعياته؟
الإسلاميون والأخطاء القاتلة
الناشط الإسلامي وأمين عام اللجنة الاسلامية العالمية لحقوق الإنسان مبارك المطوع أكد لـ "الإسلاميون.نت" أن هناك عوامل عدة أدت إلى تراجع الإسلاميين بشقيهم "الحدسي" والسلفي، منها أنهم لم يحسنوا الممارسة البرلمانية، إذ إنهم استخدموا الأدوات الدستورية كرد فعل ولمجرد خلاف طارئ مع الحكومة على إحدى القضايا.
واستغرب من أن يكون من بين الإسلاميين الكويتيين من يشارك في الوزارة، وفي أعلى المناصب في الدولة ثم ينقلب عليها بين عشية وضحاها مشيرا إلى أن المجتمع الكويتي يتابع هذه التقلبات ويحدد موقفه بناء عليها، كما أن خصوم الإسلاميين يلتقطون مثل هذه الأخطاء ويعظمونها ويشوهون بها صورة التيار الإسلامي.
ودعا المطوع الإسلاميين إلى تحمل نتائج أدائهم وتصحيح المسار ودراسة الأخطاء التي وقعوا فيها، والتي كان من نتيجتها هذه الخسارة العظمى لافتا إلى أن الإسلاميين المتصدرين للعمل السياسي حادوا عن المشروع الإسلامي الكبير المتمثل في الدعوة إلى الله وقصروا في واجبهم نحو تحبيب الناس -حكاما ومحكومين- في الإسلام كمنقذ ومنهج حياة.
وأضاف أن الإسلاميين في الكويت وقعوا في أخطاء قاتلة على مستوى الممارسة والخطاب، مما أدى إلى ضعفهم وتراجعهم وتشرذمهم، معتبرا أن المشكلة الرئيسة أنهم لا يعترفون بذلك وكأنهم أصحاب عصمة، بل ولا يقبلون النصيحة، وهذا هو الخطأ الجسيم والإخفاق الكبير.
أما سقوط نائب إسلامي أو دخول آخر فهو شأن مرحلي –كما يرى المطوع– وله أسبابه التي أشرنا إلى بعضها، بالإضافة إلى تأثر المواطنين بالتعبئة الإعلامية والحملات الدعائية، ومما عزز من هذا الموقف الشعبي المتحفظ على أداء الإسلاميين أن الناس لم تفهم المبرر الكافي الذي من شأنه انتفض خمس نواب إسلاميين من ثلاثة تيارات إسلامية، وافتعلوا أزمة سياسية في المجتمع على أمور كان يمكن التفاهم حولها، وبالغوا في استخدام الأدوات الدستورية في اندفاع واضح.