أبو عبيدة : كتائب القسام لن تسمح بالمساس بمطارديه
غزة – فضائية الأقصى
عقد الناطق الإعلامي لكتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة مؤتمرا
صحفيا في مدينة غزة اليوم الأحد (31/5) وذلك عقب جريمة الاغتيال التي
نفذتها أجهزة سلطة رام الله في مدينة قلقيلية المحتلة الليلة الماضية ضد
قائد كتائب القسام في شمال الضفة الغربية المحتلة محمد نسمان ومرافقه محمد
ياسين إلى جانب قتل المواطن عبد الناصر الباشا وهو صاحب عمارة سكنية كانت
أجهزة عباس تحاصر فيها المجاهدين السمان وياسين .
هذا وأكد أبو عبيدة خلال مؤتمره أن دماء شهداء قلقيلية ستكون لعنة
تطارد سلطة دايتون ، محملا رئيس هذه الأجهزة محمود عباس المسئولية
المباشرة عن الجريمة وما سيترتب عليها ، مشددا في الوقت نفسه على أن كتائب
القسام لن تسمح بالمساس بمطارديها وعلى كل جبان يفكر بملاحقة مجاهدينا أن
ينتظر الرد والمقاومة والتصدي .
وقال أبو عبيدة : " لقد اعتدنا أن نقف أمامكم لنعلن عن عملياتنا ضد
العدو الصهيوني ولنوجه رسائلنا للكيان الغاصب ولننقل لكم جهاد وبطولات
وتضحيات المقاومة، ولكننا اليوم نقف من أجل نضعكم في صورة ما يتعرض له
المجاهدون في الضفة من عدوان وإجرام وتآمر، لكي تتضح الصورة جليّة وينقشع
الضباب ويماط اللثام عن وجوه الكالحة التي ما فتئت تدّعي النضال وتتمسح
بتاريخ المناضلين، وأفعالها تنقض أقوالها الزائفة، وممارساتها تكشف عن
سوءتها التي تحاول إخفاءها " .
وتابع أبو عبيدة حدثيه بالقول : " كان قدرنا في الضفة المحتلة أن نواجه
عدواً غاصباً يحتل الأرض والأجواء، ويدنس المقدسات ويلتهم الأرض،
وبالتوازي أن نواجه وكالةً لحدية جنّدت نفسها لخدمة هذا العدو وقدمت كل
قرابين الطاعة والولاء لأسيادها في واشنطن وتل الربيع المحتلة، وباعت
نفسها للشيطان وتنكرت للوطن والشعب والقضية، وباعت دماء الشهداء بثمن بخس
" .
وأضاف كذلك قائلا : " نقف أمامكم اليوم لننقل إليكم صورة الجريمة الأخيرة
لهؤلاء المرتزقة، حتى نفنّد الأقوال الكاذبة التي تحاول بعض أبواق الوكالة
الصهيونية في الضفة ترويجها كعادتها لإخفاء جريمتها التي ارتكبتها تحت
ستار الليل " .
هذا ونعى أبو عبيدة خلال مؤتمره القائدين السمان وياسين حيث قال : " نحتسب
عند الله اثنين من مجاهدينا الفرسان الميامين: وهما الشهيد القسامي
القائد: محمد السمان قائد كتائب القسام في قلقيلية والقائد في شمال الضفة
المحتلة، ومساعده الشهيد القسامي: محمد ياسين، اللذين استشهدا في جريمة
اغتيال مدبّرة من قبل أجهزة سلطة دايتون في الضفة بتنسيق وتعاون كامل مع
قوات العدو الصهيوني " .
وأشار أبو عبيدة في البيان الذي ألقاه في المؤتمر الصحفي إلى أن
الشهيد القائد محمد السمان مطارد للاحتلال منذ ست سنوات ، تعرض خلالها
لملاحقة مستمرة ومحاولات للاغتيال والأسر ، إلا أنه بفضل الله تعالى ومن
ثم بحسّه الأمني واختفائه عن أعين الصهاينة تمكن من البقاء مطارداً
للاحتلال لهذه الفترة ، إلا أن أجهزة عباس عملت بشكل حثيث على ملاحقة
ومراقبة الشهيد السمان ، وقامت بكل المحاولات لتقديم هذه الهدية لحلفائها
وأسيادها الصهاينة، وتعرضت مدينة قلقيلية لحملة شرسة في الأسبوع الأخير
بهدف البحث عن السمان وإخوانه المطاردين .
وأضاف أبو عبيدة أنه تم اختطاف ما يزيد عن مائة من أبناء وأنصار حركة حماس
في قلقيلية للحصول على معلومات عن المطاردين والمجاهدين ، حتى جاء موعد
الجريمة عند منتصف الليلة الماضية ، حيث حاصرت عصابة من قوات عباس
الموالية للكيان الصهيوني القائد السمان ومساعده ياسين في عمارة عبد
الناصر الباشا السكنية بقلقيلية ، وكانت قوات خاصة صهيونية على مقربة من
المكان ، وكان المجاهدين يحاولان الاشتباك مع القوات الخاصة الصهيونية
فتفاجئوا بحصار أجهزة عباس لهم ، وقد بدأت هذه الأجهزة بإطلاق النار تجاه
المبنى والنداء عبر مكبرات الصوت لإجبار المجاهدَين على تسليم نفسيهما ،
إلا أنهما رفضا الأمر وتبادلا إطلاق النار مع المحاصرين لهما .
كما أوضح أبو عبيدة أن حصار أجهزة عباس للمجاهدين السمان وياسين استمر
لأكثر من سبع ساعات متواصلة تخللها إطلاق آلاف الطلقات النارية واستقدام
مئات العناصر من أجهزة عباس دايتون من مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية
ومرّت هذه القوات عبر حواجز الاحتلال وتحت مرأى ومسمع من قوات جيش العدو،
واستمر المجاهدان في التحصن داخل المنزل، وكانت قوات الاحتلال تحتشد على
أطراف قلقيلية ، وانتهت فصول الجريمة بإعدام المجاهدين واغتيالهما وإعدام
صاحب العمارة السكنية الشهيد عبد الناصر الباشا، بعد التنكيل بكل أهل الحي
وشن حملة اختطافات وإطلاق النار العشوائي تجاه منازل أهل المنطقة.
هذا وأكد أبو عبيدة أن أجهزة عباس التي وصفها بالمجرمة قد فاقت في خيانتها
كل التوقعات وحطّمت الرقم القياسي في ميزان التحلل من القيم الوطنية
والأخلاقية ، وفاجأت العدو والصديق بحجم ولائها وطاعتها للجنرال دايتون
وللكيان الصهيوني، وحقّ للعدو أن يكافأ هذه الأجهزة وقياداتها، وأن يعلّق
عليها نياشين الصهيونية وأن يمنحهم الامتيازات الخاصة لأنهم قدّموا للكيان
الصهيوني ما لم يقدمه بعض وزراء وقادة الكيان أنفسهم، ولم نسمع أن قوات
لحد التي تمثل الأب الروحي لهؤلاء قد قامت بهذه الجرائم العلنية والمباشرة
لخدمة الصهاينة ، ولا فرق بين المحتل وأجهزة دايتون.
وفي ختام بيانه حمل أبو عبيدة سلطة عباس المنتهية ولايته وحكومة فياض
اللاشرعية المسئولية عن كل جرائم الاغتيال التي ترتكبها قوات الاحتلال
بتنسيق مع قيادات أجهزة عباس ، بما في ذلك الجرائم التي تنفذها القوات
الخاصة الصهيونية على مرأى ومسمع هذه الأجهزة وفي وضح النهار قائلا أبو
عبيدة : " إن من حق مجاهدينا المطاردين لقوات الاحتلال أن يقاوموا أية
محاولة لاعتقالهم وملاحقتهم من قبل هذه الأجهزة الموالية للصهاينة، ولا
فرق بين المحتل الذي يطلق النار وبين خائن يقوم بالمهمة عنه، وندعو كل
أبناء المقاومة الفلسطينية إلى الوقوف في وجه هذه الفئة المجرمة التي باعت
نفسها للشيطان " .
كما دعا أبو عبيدة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة لإعلان رفضهم
لأجهزة عباس التي نعتها بالمشبوهة وسحب أبنائهم منها ومناصرة المجاهدين
والمقاومين والتصدي للخيانة العظمى لأجهزة عباس والتي تحيك المؤامرات ضد
المجاهدين في الضفة ، مختتما مؤتمره بتقديم عزائه لعائلة الشهداء قائلا :
" نعزي أهالي الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في مقاومة الغدر والعدوان،
ونحيي لأهلنا في قلقيلية الصامدة المجاهدة الذين وقفوا وساندوا المجاهدين
وتعرضوا للعدوان من هذه الأجهزة الساقطة أمنياً وأخلاقياً، ونعدهم أن نظل
معهم نكشف عن كل المؤامرات الدنيئة التي تسوّق باسم الأمن، وعهداً أن نبقى
الأوفياء لدماء شهدائنا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً " .
تاريخ الخبر : 31/5/2009