أكد الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن ما يقوم به الإخوان تجاه دعوتهم واجب عليهم، وأنهم لا يمنون على أحدٍ، ولا يتفاخرون على أحدٍ، ولا يتطاولون بأعمالهم، مطالبًا الجميع بأن يرفعوا النظارات السوداء كي يتعرفوا على حقيقة دعوة الإخوان بشكلٍ سليم.
وقال د. عزت في حوارٍ مصور لـ(إخوان أون لاين): إنه لا يمكن لأحدٍ أن يُغيِّر فهمنا للدين؛ لأن الأمور واضحة وضوحًا جليًّا لأنها تأتي من الله، وأن عالميةَ دعوة الإخوان تنبع من شمولية الإسلام والفهم الصحيح للدين.
وشدد الأمين العام للجماعة على أن الإخوان لا يتحركون في أي قطرٍ من الأقطار إلا وفقًا للدستور والقانون، وأنه ليس في دعوة الإخوان المسلمين ما يُجرِّمه القانون أو يحرمه الدستور.
وفيما يخص الضوابط الخاصة برؤية الإخوان في العمل العالمي لنشر الدعوة الإسلامية أو ما يختص بمفهوم نشر فكر الإخوان ، أشار د. عزت إلى أن الضوابطَ التي التزم بها الإخوان نابعةً من حرصهم على تحقيق العدل و الخير للإنسانية كلها و ليس مجرد تحقيق الوجود و المصالح كما تفعل العولمة ؛ فضلا عن أن الإخوان في أي قطر من الأقطار لم يسجل عليهم فعلاً محرمًا كخيانةِ الأوطان أو إشاعة الفاحشة أو الكذب أو الافتراء، بل كان لهم دور في مقاومة الجريمة و حماية حقوق الإنسان و الالتزام بالقيم الحضارية و الأخلاقيات الراقية النابعة من الإسلام العظيم ؛ لأن علاقتنا بالبشر قائمة على الحب والمودة".
وردًّا على سؤالٍ حول ما أُثير في بعضِ الصحف ووسائل الإعلام عن قضيةِ تكوين بؤر إخوانية في الأقطار المختلفة أو التنظيم الدولي قال: "فليقولوا ما يشاءون عنا.. تنظيم دولي.. بؤر دولية، فلا عبرةَ لنا بالمسميات التي يضعونها؛ لأنه حق طبيعي أن يكون لنا حركات عالمية تستخدم كل الأدوات المشروعة"، مؤكدًا أن تلك البؤر التي يتحدثون عنها هي بؤر خير؛ بؤر نور وهداية ونفع للناس جميعًا. فحينما ندعو لندوةٍ أو محاضرة تكون من أجل أن يشع الخير للجميع، وحينما ندعو لملتقى يكون لتثبيتِ المعاني العظيمة فلا يوجد جرم في ذلك.
وأضاف عزت أن الإخوان سلكوا كل السبل من أجل تطمين النظم والحكومات فيما يتعلق بمسألة عالمية دعوة الإخوان؛ فضلاً عن أن النظم كلها على علمٍ تام بأن الإخوان لا يعملون إلا وفق مصلحةِ الأوطان؛ ولكن رؤية بعض الأنظمة بأن مصالحها الخاصة ترى أن إقامة العدل يتعارض مع مصالحها الخاصة؛ ففي تلك الحالة فإن الإخوان يكونون على استعدادٍ تام للتضحية من أجل إحقاق العدل، وسوف يكونون هم أول مَن يبذل الجهدَ لصالح الأوطان ولصالح الأمة جميعها، والإخوان يدركون أن إقامتهم للعدل سيُقَابَل من جانب الأنظمة بالرفض؛ ولذلك فنحن نطالب أحرار العالم والحركات الإسلامية بأن يتعاونوا معنا لإقرارِ الحق، وإن كانوا يرون بأننا ننادي بشيء غير الحق أو غير صحيح؛ فعليهم أن يقولوا لنا ذلك ويواجهونا به.
وفيما يتعلق بتأثير حملة الاعتقالات المسعورة التي شنَّتها أجهزة الأمن مؤخرًا ضد رموز الإخوان في عدة محافظات قال: "لا شك أن تلك الوسائل القمعية والاستبدادية تؤثر على الدوائر المحيطة بهم، ولكني أحسب أن الإخوان على درجةٍ كبيرةٍ من الوعي تجعلهم لا يقفون كثيرًا أمام مثل تلك الادعاءات؛ لأن ذلك هو طريق الدعوة؛ ولكننا نخشى على عمومِ الناس الذين قد تبث لهم وسائل الإعلام فهمًا مغلوطًا وغير صحيح؛ لذلك نحن نريد من الإخوان أن يكون أسوةً لغيرهم وقدوةً، ويزيدوا من احتكاكهم بالمجتمعات سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية.
وأكد د. عزت أن ثبات الإخوان مثل هذه المحن هو من فضلِ الله عليهم و حينما ننظر لأسر المعتقلين في تلك الظروف نستشعر أن مثل تلك الهجمات لا تزيدهم إلا تثبيتًا، وإقبالاً على دعوتهم، وامتثالاً بمنهجهم، ونجد الأسر أكثر تماسكًا وصبرًا، وترى أفئدةَ الناس تهوي إليهم بعكس ما تظنه أجهزة الأمن؛ لأن افتراءهم في الاتهامات التي يوجهونها لهم أصبحت مفضوحةً، مؤكدًا أن الإخوان لن ينحرفوا عن مسار دعوتهم، بل سيزدادون إصرارًا وثباتًا على ما هم عليه.
شاهد فيديو للحوار
رابط التحميل: